منتدى عشاق سوريا الأسد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى عشاق سوريا الأسد

منتدى عام وطني يهتم بكل سوري وعربي


2 مشترك

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    عازف الحرف
    عازف الحرف
    عاشق نشيط
    عاشق نشيط


    عدد المساهمات : 111
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 07/08/2009

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط Empty نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف عازف الحرف الإثنين أغسطس 10, 2009 9:12 am

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط 99342935 ولد عام 1934 في مدينة سلمية التابعة لمحافظة حماه السورية
    - يعتبر محمد الماغوط أحد أهم رواد قصيدة النثر في الوطن العربي.
    - زوجته الشاعرة الراحلة سنية صالح، ولهما بنتان (شام) وتعمل طبيبة، و(سلافة) متخرجة من كلية الفنون الجميلة بدمشق.
    - الأديب الكبير محمد الماغوط واحد من الكبار الذين ساهموا في تحديد هوية وطبيعة وتوجه صحيفة «تشرين» السورية في نشأتها وصدورها وتطورها، حين تناوب مع الكاتب القاص زكريا تامر على كتابة زاوية يومية ، تعادل في مواقفها صحيفة كاملة في عام 1975 ومابعد، وكذلك الحال حين انتقل ليكتب «أليس في بلاد العجائب» في مجلة«المستقبل» الأسبوعية،وكانت بشهادة المرحوم نبيل خوري (رئيس التحرير) جواز مرور ،ممهوراً بكل البيانات الصادقة والأختام الى القارئ العربي، ولاسيما السوري، لما كان لها من دور كبير في انتشار «المستقبل» على نحو بارز وشائع في سورية. ‏

    من مؤلفاته :
    1- حزن في ضوء القمر - شعر (دار مجلة شعر - بيروت 1959 )
    2- غرفة بملايين الجدران - شعر (دار مجلة شعر - بيروت 1960)
    3- العصفور الأحدب - مسرحية 1960 (لم تمثل على المسرح)
    4- المهرج - مسرحية ( مُثلت على المسرح 1960 ، طُبعت عام 1998 من قبل دار المدى - دمشق )
    5- الفرح ليس مهنتي - شعر (منشورات اتحاد الكتاب العرب - دمشق 1970)
    6- ضيعة تشرين - مسرحية ( لم تطبع - مُثلت على المسرح 1973-1974)
    7- شقائق النعمان - مسرحية
    8- الأرجوحة - رواية 1974 (نشرت عام 1974 - 1991 عن دار رياض الريس للنشر)
    9- غربة - مسرحية (لم تُطبع - مُثلت على المسرح 1976 )
    10- كاسك يا وطن - مسرحية (لم تطبع - مُثلت على المسرح 1979)
    11- خارج السرب - مسرحية ( دار المدى - دمشق 1999 ، مُثلت على المسرح بإخراج الفنان جهاد سعد)
    12- حكايا الليل - مسلسل تلفزيوني ( من إنتاج التلفزيون السوري )
    13- وين الغلط - مسلسل تلفزيوني (إنتاج التلفزيون السوري )
    14- وادي المسك - مسلسل تلفزيوني
    15- حكايا الليل - مسلسل تلفزيوني
    16- الحدود - فيلم سينمائي ( إنتاج المؤسسة العامة للسينما السورية، بطولة الفنان دريد لحام )
    17- التقرير - فيلم سينمائي ( إنتاج المؤسسة العامة للسينما السورية، بطولة الفنان دريد لحام)
    18- سأخون وطني - مجموعة مقالات ( 1987- أعادت طباعتها دار المدى بدمشق 2001 )
    19- سياف الزهور - نصوص ( دار المدى بدمشق 2001)
    عازف الحرف
    عازف الحرف
    عاشق نشيط
    عاشق نشيط


    عدد المساهمات : 111
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 07/08/2009

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط Empty رد: نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف عازف الحرف الإثنين أغسطس 10, 2009 9:15 am

    رجل على الرصيف





    نُصفُهُ نجوم

    ونصفه الآخرُ بقايا وأشجارٌ عاريه

    ذلك الشاعرُ المنكفيءُ على نفسه كخيطٍ من الوحل

    وراء كل نافذه

    شاعرٌ يبكي ، وفتاةٌ ترتعش ،

    قلبي يا حبيبةٌ ، فراشةٌ ذهبيه ،

    تحوِّم كئيبة أمام نهديك الصغيرين .

    . . .

    كنتِ يتيمةً وذات جسدٍ فوَّار

    ولأهدابك الصافيةِ ، رائحةُ البنفسجِ البرّي

    عندما أرنو إلى عينيك الجميلتين ،

    أحلم بالغروب بين الجبال ،

    والزوارقِ الراحلةِ عند المساء ،

    أشعرُ أن كل كلمات العالم ، طوعَ بناني .

    . . .

    فهنا على الكراسي العتيقه

    ذاتِ الصرير الجريح ،

    حيث يلتقي المطر والحب ، والعيون العسليه

    كان فمك الصغير ،

    يضطرب على شفتي كقطراتِ العطر

    فترتسمُ الدموعُ في عيني

    وأشعر بأنني أتصاعد كرائحة الغابات الوحشيه

    كهدير الأقدام الحافيةِ في يوم قائظ .

    . . .

    لقد كنتِ لي وطناً وحانه

    وحزناً طفيفاً ، يرافقني منذ الطفوله

    يومَ كان شعرك الغجري

    يهيمُ في غرفتي كسحابه ..

    كالصباح الذاهب إلى الحقول .

    فاذهبي بعيداً يا حلقاتِ الدخان

    واخفقْ يا قلبي الجريح بكثره ..

    ففي حنجرتي اليوم بلبلٌ أحمرُ يودُّ الغناء

    أيها الشارع الذي أعرفه ثدياً ثدياً ، وغيمة غيمه

    يا أشجار الأكاسيا البيضاء

    ليتني مطرٌ ذهبي

    يتساقط على كل رصيفٍ وقبضةِ سوط

    أو نسيمٌ مقبلٌ من غابة بعيده

    لألملم عطر حبيبتي المضطجعة على سريرها

    كطير استوائي حنون

    ليتني أستطيع التجول

    في حارات أكثرَ قذارة وضجه

    أن أرتعشَ وحيداً فوق الغيوم .

    . . .

    لقد كانت الشمس

    أكثر استدارةً ونعومة في الأيام الخوالي

    والسماء الزرقاء

    تتسلل من النوافذ والكوى العتيقه

    كشرانقَ من الحرير

    يوم كنا نأكل ونضاجعُ ونموتُ بحرية تحت النجوم

    يوم كان تاريخنا

    دماً وقاراتٍ مفروشه بالجثث والمصاحف .

    عازف الحرف
    عازف الحرف
    عاشق نشيط
    عاشق نشيط


    عدد المساهمات : 111
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 07/08/2009

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط Empty رد: نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف عازف الحرف الإثنين أغسطس 10, 2009 9:17 am

    [size=21]خريف درع







    اشتقت لحقدي النهم القديم

    وزفيري الذي يخرج من سويداء القلب

    لشهيقي الذي يعود مع غبار الشارع وأطفاله ومشرّديه

    *

    في الشتاء لا أشرب أيّة زهور أو أعشاب برية في درجة الغليان

    بل أنفثها بعيداً إلى ربيع القلب

    *

    واشتقت لذلك الحنين الفتيّ المشرّد وقد ضاقت به السبل

    فيبكي كسيف عجز ولم يشهره أحد ولو للتنظيف منذ آخر معركة

    أو استعراض

    *

    ولتلك الأيام التي كانت الموجة فيها تقترب من البحارة الأغراب

    ملثمة كالبدوية المهدور دمها.

    *

    ولو كان الأمر بيدي لقدمت وسام الأسرة

    للصخور، والمشانق، والمقاصل، وساحات الرجم وسياط التعذيب

    لاعتقادي بأنها من عائلة واحدة فرّقتها الأيام

    *

    والدموع الغريبة لا أصدّها

    بل أفتح لها عينيّ على اتساعهما

    لتأخذ المكان الذي تريد حتى الصباح

    وبعد ذلك تمضي في حال سبيلها

    فربما كانت لشاعر آخر!.
    [/size]
    عازف الحرف
    عازف الحرف
    عاشق نشيط
    عاشق نشيط


    عدد المساهمات : 111
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 07/08/2009

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط Empty رد: نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف عازف الحرف الإثنين أغسطس 10, 2009 9:19 am

    تحت الاحتلال




    إنني في رعاية دائمة لا بأس بها

    الشمس تحميني من المطر

    والمطر من التجول

    والتجول من اللصوص

    واللصوص من التبذير

    *

    أزمة المواصلات تحميني من المسرح

    والمسرح من الشعر

    والشعر من الصحافة

    والصحافة من الإهمال

    والإهمال من الوحدة

    والوحدة من القراء

    والقراء من الحب

    المرض الوحيد الذي أريد أن أقع فيه دون إسعاف

    لأنه يحميني من الوحدة والجوع والعطش والسجون والسياط

    والدبابات وكل جيوش العالم.. بعد تسريحها طبعاً!

    عازف الحرف
    عازف الحرف
    عاشق نشيط
    عاشق نشيط


    عدد المساهمات : 111
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 07/08/2009

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط Empty رد: نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف عازف الحرف الإثنين أغسطس 10, 2009 9:22 am

    [size=21]أطلال دارسة



    وأنا طريح الفراش بين السيوف والرماح المبعثرة

    فلسطين أريد شهدائي

    إسرائيل أريد حطامي

    أيتها الشواطئ أريد مرساتي

    أيتها الصحراء أريد سرابي

    أيتها الغابات أريد طيوري

    أيها الصقيع أريد جدراني

    أيها الشتاء أريد سعالي

    أيتها العتبات أريد جدتي

    أيتها العواصف أريد أشرعتي

    أيها المطربون أريد تصفيقي

    أيتها المراجيح أريد أعيادي

    يا ملكات الجمال أريد تنهداتي وشهقاتي

    أيتها المقابر الجماعية أريد رفاقي

    أيها الصحفيون أريد خصوصياتي

    أيها الغجر أريد مقتنياتي

    أيتها الرياح أريد مذكراتي

    أيتها القارات الخمس أريد أبنائي وأحفادي

    أيها الله أريد صلواتي

    أيها الجيران .. أيتها الذاكرة الإلكترونية:

    أريد أوصافي.
    [/size]
    عازف الحرف
    عازف الحرف
    عاشق نشيط
    عاشق نشيط


    عدد المساهمات : 111
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 07/08/2009

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط Empty رد: نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف عازف الحرف الإثنين أغسطس 10, 2009 9:24 am

    [size=21]حوار الأمواج



    لا أريد أن أكون قذراً ولا معقماً

    فلكل من الحالتين تبعاتها.

    *

    في القرى يدعو الأهل على الولد المشاكس أو قليل الهمة:

    لتركض ورغيفك يركض

    ولم أكن أعرف أن رغيفي

    قد يدخل في سباق "دربي" الشهير

    *

    أحياناً الصمت أجمل موسيقا في العالم

    *

    أية أغنية تريدين؟

    وعلى أي إيقاع؟

    وليس عندي سوى نقرات أصابعي

    على قفا الصحون الفارغة

    وخوذ الشهداء المجهولين

    *

    أية رقصة تريدين؟

    تانغو؟

    قد أعديك بسعالي وزكامي

    فأنا مدخن عتيق

    وفمي فوهة بركان

    *

    رقصة الغجر؟

    قد أكشف سوء طالعك

    بقذف الودع بين الأفاعي والعقارب

    ومسروقات العائلة اليومية

    *

    رقصة البحر؟

    نحن وحيدان في زورق نجاة

    فلماذا نلفت أنظار البحر إلينا.

    *

    رقصة الطاووس؟

    وهل أبقى شاه إيران أثراً لها

    بعد أن قدم لضيوفه في إحدى حفلاته الإمبراطورية

    ألف قلب طاووس كمقبلات!

    *

    رقصة الفالس؟

    سنقترب ونبتعد عن بعضنا

    ونحن نلوح بالمناديل

    كأن كلا منا مسافر في قطار!

    وهذا يحتاج إلى تنهدات ونفقات.

    *

    سامبا.. رامبا؟

    إن جسدي لين ومطواع كجسد جين كيلي

    في رقصته الشهيرة تحت المطر

    ولكن ماذا أفعل بهذا العرج المفاجئ

    ولست بايرون لأخوض حرباً أهلية لإخفائه.

    *

    رقصة الحرب؟

    كل شيء إلا هذا...

    فاكسسواراتها ولوازمها مكلفة

    سيوف، تروس، أوسمة، شعراء، مطربون

    كيف أتحمل أعباءها؟

    وأنا أحمل سبع هزائم متوالية على ظهري

    ونفقات أيتامها وأراملها؟

    تكفيني أجرة المقرئين!

    *

    إذاً لنرقص!

    لنجن!

    لنقم بأي شيء غير معقول.

    - :حتى بيكيت صار متخلفاً وكلاسيكياً في هذه الأيام.

    - :إذاً لننتحر!

    - :الانتحار حرام!

    - :وهل الشقاء حلال؟

    [/size]
    عازف الحرف
    عازف الحرف
    عاشق نشيط
    عاشق نشيط


    عدد المساهمات : 111
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 07/08/2009

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط Empty رد: نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف عازف الحرف الإثنين أغسطس 10, 2009 9:25 am

    الوشم



    الآن

    في الساعة الثالثة من القرن العشرين

    حيث لا شيء

    يفصل جثثَ الموتى عن أحذيةِ الماره

    سوى الاسفلت

    سأتكئ في عرضِ الشارع كشيوخ البدو

    ولن أنهض

    حتى تجمع كل قضبان السجون وإضبارات المشبوهين

    في العالم

    وتوضع أمامي

    لألوكها كالجمل على قارعة الطريق..

    حتى تفرَّ كلُّ هراواتِ الشرطة والمتظاهرين

    من قبضات أصحابها

    وتعود أغصاناً مزهرة (مرةً أخرى)

    في غاباتها

    أضحك في الظلام

    أبكي في الظلام

    أكتبُ في الظلام

    حتى لم أعدْ أميّز قلمي من أصابعي

    كلما قُرعَ بابٌ أو تحرَّكتْ ستاره

    سترتُ أوراقي بيدي

    كبغيٍّ ساعةَ المداهمه

    من أورثني هذا الهلع

    هذا الدم المذعور كالفهد الجبليّ

    ما ان أرى ورقةً رسميةً على عتبه

    أو قبعةً من فرجة باب

    حتى تصطكّ عظامي ودموعي ببعضها

    ويفرّ دمي مذعوراً في كل اتجاه

    كأن مفرزةً أبديةً من شرطة السلالات

    تطارده من شريان إلى شريان

    آه يا حبيبتي

    عبثاً أستردُّ شجاعتي وبأسي

    المأساة ليست هنا

    في السوط أو المكتب أو صفارات الإنذار

    إنها هناك

    في المهد.. في الرَّحم

    فأنا قطعاً

    ما كنت مربوطاً إلى رحمي بحبل سرّه

    بل بحبل مشنقة

    عازف الحرف
    عازف الحرف
    عاشق نشيط
    عاشق نشيط


    عدد المساهمات : 111
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 07/08/2009

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط Empty رد: نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف عازف الحرف الإثنين أغسطس 10, 2009 9:27 am

    وطني ..



    أحب التسكع والبطالة ومقاهي الرصيف

    ولكنني أحب الرصيف أكثر

    .....

    أحب النظافة والاستحمام

    والعتبات الصقيلة وورق الجدران

    ولكني أحب الوحول أكثر.

    *****************

    فأنا أسهر كثيراً يا أبي‏

    أنا لا أنام‏

    حياتي سواد وعبوديّة وانتظار‏

    فأعطني طفولتي‏

    وضحكاتي القديمة على شجرة الكرز‏

    وصندلي المعلّق في عريشة العنب‏

    لأعطيك دموعي وحبيبتي وأشعاري

    *********

    المرأة هناك

    شعرها يطول كالعشب

    يزهر و يتجعّد

    يذوي و يصفرّ

    و يرخي بذوره على الكتفين

    و يسقط بين يديك كالدمع

    **** *****

    وطني

    .......

    على هذه الأرصفة الحنونة كأمي

    أضع يدي وأقسم بليالي الشتاء الطويلة

    سأنتزع علم بلادي عن ساريته

    وأخيط له أكماماً وأزراراً

    وأرتديه كالقميص

    إذا لم أعرف

    في أي خريف تسقط أسمالي

    وإنني مع أول عاصفة تهب على الوطن

    سأصعد أحد التلال

    القريبة من التاريخ

    وأقذف سيفي إلى قبضة طارق

    ورأسي إلى صدر الخنساء

    وقلمي إلى أصابع المتنبي

    وأجلس عارياً كالشجرة في الشتاء

    حتى أعرف متى تنبت لنا

    أهداب جديدة، ودموع جديدة

    في الربيع؟

    وطني أيها الذئب الملوي كالشجرة إلى الوراء

    إليك هذه "الصور الفوتوغرافية"

    **********

    لماذا تنكيس الأعلام العربية فوق الدوائر الرسمية ،

    و السفارات ، و القنصليات في الخارج ، عند كل مصاب ؟

    إنها دائما منكسة !

    **** ****

    اتفقوا على توحيد الله و تقسيم الأوطان

    ********

    ((مع تغريد البلابل وزقزقة العصافير

    أناشدك الله يا أبي:

    دع جمع الحطب والمعلومات عني

    وتعال لملم حطامي من الشوارع

    قبل أن تطمرني الريح

    أو يبعثرني الكنّاسون

    هذا القلم سيقودني إلى حتفي

    لم يترك سجناً إلا وقادني إليه

    ولا رصيفاً إلا ومرغني عليه))
    عازف الحرف
    عازف الحرف
    عاشق نشيط
    عاشق نشيط


    عدد المساهمات : 111
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 07/08/2009

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط Empty رد: نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف عازف الحرف الإثنين أغسطس 10, 2009 9:30 am

    مختارات




    عكازك الذي تتكئ عليه‏

    يوجع الإسفلت‏

    فـ«الآن في الساعة الثالثة من هذا القرن‏

    لم يعد ثمة مايفصل جثث الموتى‏

    عن أحذية المارة»

    *****

    ياعتبتي السمراء المشوهة،

    لقد ماتوا جميعا أهلي وأحبابي

    ماتوا على مداخل القرى

    وأصابعهم مفروشة

    كالشوك في الريح

    لكني سأعود ذات ليلة

    ومن غلاصيمي

    يفور دم النرجس والياسمين..

    *****

    مع تغريد البلابل وزقزقة العصافير

    أناشدك الله يا أبي:

    دع جمع الحطب والمعلومات عني

    وتعال لملم حطامي من الشوارع

    قبل أن تطمرني الريح

    أو يبعثرني الكنّاسون

    هذا القلم سيقودني إلى حتفي

    لم يترك سجناً إلا وقادني إليه

    ولا رصيفاً إلا ومرغني عليه

    *****

    نحن الجائعون أمام حقولنا..

    المرتبكين أمام أطفالنا...

    المطأطئين أمام اعلامنا..

    الوافدين أمام سفاارتنا..

    نحن.......الذي لا وزن لهم إلا في الطائرات

    نحن وبر السجادة البشرية التي تفرش أمام الغادي والرائح في هذه المنطقه ...

    ماذا نفعل عند هؤلاء العرب من المحيط إلى الخليج ؟

    لقد أعطونا الساعات وأخذوا الزمن ،،

    أعطونا الأحذية واخذوا الطرقات ،،

    أعطونا البرلمانات وأخذوا الحرية ،،

    أعطونا العطر والخواتم وأخذوا الحب ،،

    أعطونا الأراجيح وأخذوا الأعياد،،

    أعطونا الحليب المجفف واخذوا الطفولة ،،

    أعطونا السماد الكيماوي واخذوا الربيع ،،

    أعطونا الجوامع والكنائس وأخذوا الإيمان ،،

    أعطونا الحراس والأاقفال وأخذوا الأمان ،،

    أعطونا الثوار وأخذوا الثورة ،،

    ************

    إن تسكنَ وجهكَ موجةٌ

    لا تعترف بذنوبها.

    أن تدخلَ ثوبَ التشرد،

    فيكون تيفالاً لسهرةٍ لكَ في أعالي

    البوستر.

    أن تستمعَ للوردّ ناطقاً رسمياً

    باسم الحرائقِ.

    أن تحتسيّ حياتكَ كأساً مع العواصم

    والمقاماتِ والقرابين.

    أن تجتهدَ

    فتصبح حرفاً يمشي

    بقوائم المثنى الثلاث الرباع

    لتوبيخ التاريخ.

    فذاك ما يفسد الأصواتَ في الأجراس.

    **

    [[ما يؤنسكَ حقاً.. إشاراتُ المرور. فكن على درّاجتك. هناك في الأبد.]]

    ******************

    لقد أعطونا الساعات وأخذوا الزمن ،،

    أعطونا الأحذية واخذوا الطرقات ،،

    أعطونا البرلمانات وأخذوا الحرية ،،

    أعطونا العطر والخواتم وأخذوا الحب ،،

    أعطونا الأراجيح وأخذوا الأعياد،،

    أعطونا الحليب المجفف واخذوا الطفولة ،،

    أعطونا السماد الكيماوي واخذوا الربيع ،،

    أعطونا الجوامع والكنائس وأخذوا الإيمان ،،

    أعطونا الحراس والأاقفال وأخذوا الأمان ،،

    أعطونا الثوار وأخذوا الثورة ،،

    ***************
    عازف الحرف
    عازف الحرف
    عاشق نشيط
    عاشق نشيط


    عدد المساهمات : 111
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 07/08/2009

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط Empty رد: نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف عازف الحرف الإثنين أغسطس 10, 2009 9:33 am

    [size=21]المصحف الهجري



    على هذه الأرصفة الحنونة كأمي

    أضع يدي وأقسم بليالي الشتاء الطويله :

    سأنتزع علم بلادي عن ساريته

    وأخيط له أكماماً وأزراراً

    وأرتديه كالقميص

    إذا لم أعرف

    في أي خريف ٍ تسقط أسمالي .

    وإنني مع أول عاصفة تهب على الوطن

    سأصعد أحد التلال

    القريبة من التاريخ

    وأقذف سيفي إلى قبضة طارق

    ورأسي إلى صدر الخنساء

    وقلمي إلى أصابع المتنبي

    وأجلس عارياً كالشجرة في الستاء

    حتى أعرف متى تنبت لنا

    أهداب جديدة، ودموع جديده

    في الربيع ؟

    وطني أيها الذئب المتلوي كشجرة إلى الوراء

    إليك هذه " الصور الفوتوغرافية"

    للمناسف والاهراءات

    وهذه الطيور المغردة ، والأشرعة المسافرة

    على " طوابع البريد"

    إليك هذه الجحافل المنتصره

    والجياد الصاهلة على الزجاج المعشق

    ووبر السجاد

    إليك هذه الأظافر المدّخره

    في نهاية الأصابع كأموال اليتامى

    بها سأكشط خطواتي عن الأرصفه

    سأبتر قدميّ من فوق الكاحلين

    وألقي بهما في الأنهار

    في صناديق البريد

    وأظل أقفز كالجندب

    حتى يعود عهد الفروسية

    والانذار قبل الطعنه.
    [/size]
    عازف الحرف
    عازف الحرف
    عاشق نشيط
    عاشق نشيط


    عدد المساهمات : 111
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 07/08/2009

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط Empty رد: نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف عازف الحرف الإثنين أغسطس 10, 2009 9:35 am

    شريعة الغاب




    كما كانت الشعوب البدائية تقدم للنيل أجمل عذراء كل صباح

    لتفادي غضبه على الصيادين والمزارعين

    أريد كل صباح أجمل وطن لتفادي غضبي وثورتي

    ثم، الخمر المعتق، محارات الشواطئ، أسماك الجنس، عروق

    المرجان، زبيب التسلية، النسيم العليل، نابات الرعاة، أجراس

    القطعان، وتعب المساء، ونشاط الفجر، وصلوات المحن، وأدعية

    المأزق، هي نفقاتي السرية أبعثرها يميناً وشمالاً وعلى من أريد.

    *

    ثم المطر.. الضباب، والأشباح مرافقة دائمة لموكبي،

    والرعد والبرق فتوة الغيوم الشعبية فوق رأسي،

    والشمس والقمر والنجوم كبار القوم أهل الرأي فيها.

    *

    ثم شروطي للإقامة في أي وطن

    أن تتغير حدوده يومياً وعلناً كثياب العرس أو الاستحمام

    وأن تعاد كتابة تاريخه بحيث يكون لآبائي وأجدادي اليد

    الطولى في البطولات والإنجازات.

    وأن تدفن النفايات النووية بكل خشوع وإجلال على الطريقة

    الإسلامية وبمرافقة وتلاوة أشهر المقرئين والمنشدين.

    أن يعاد الاعتبار لكل تلميذ أو طالب كان ترتيبه الأخير في صفه

    وتتدفق الوفود إلى دار ذويه للتهنئة والمباركة، والأكثر غباء يوفد

    لمتابعة الدراسة والتحصيل العلمي على نفقة الدولة.

    *

    وتحسباً لأي هجوم على أي خط دفاعي في الليل

    يضاء هذا الخط بالمصابيح والشموع كالكنائس في عيد الميلاد

    وأن يصافح المبدعون في أي مجال بالأرجل لا بالأيدي

    ويطردون من ديارهم وتصادر أملاكهم ويجردون من جنسياتهم.

    *

    أعرف أنها شروط تعجيزية...

    ولكن لتعرفوا أية شروط تفرضها عليّ القصيدة قبل كتابتها على

    صفحاتي المفروشة بالورود والدموع والتوسلات.

    عازف الحرف
    عازف الحرف
    عاشق نشيط
    عاشق نشيط


    عدد المساهمات : 111
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 07/08/2009

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط Empty رد: نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف عازف الحرف الإثنين أغسطس 10, 2009 9:36 am

    حزن في ضوء القمر



    أيها الربيعُ المقبلُ من عينيها

    أيها الكناري المسافرُ في ضوء القمر

    خذني إليها

    قصيدةَ غرامٍ أو طعنةَ خنجر

    فأنا متشرّد وجريح

    أحبُّ المطر وأنين الأمواج البعيده

    من أعماق النوم أستيقظ

    لأفكر بركبة امرأة شهيةٍ رأيتها ذات يوم

    لأعاقرَ الخمرة وأقرضَ الشعر

    قل لحبيبتي ليلى

    ذاتِ الفم السكران والقدمين الحريريتين

    أنني مريضٌ ومشتاقٌ إليها

    انني ألمح آثار أقدام على قلبي .

    دمشقُ يا عربةَ السبايا الورديه

    وأنا راقدٌ في غرفتي

    أكتبُ وأحلم وأرنو إلى الماره

    من قلب السماء العاليه

    أسمع وجيب لحمك العاري .

    عشرون عاماً ونحن ندقُّ أبوابك الصلده

    والمطر يتساقط على ثيابنا وأطفالنا

    ووجوهِنا المختنقةِ بالسعال الجارح

    تبدو حزينةً كالوداع صفراءَ كالسلّ

    ورياحُ البراري الموحشه

    تنقلُ نواحنا

    إلى الأزقة وباعةِ الخبزِ والجواسيس

    ونحن نعدو كالخيولِ الوحشية على صفحاتِ التاريخ

    نبكي ونرتجف

    وخلف أقدامنا المعقوفه

    تمضي الرياحُ والسنابلُ البرتقاليه ...

    وافترقنا

    وفي عينيكِ الباردتين

    تنوح عاصفةٌ من النجوم المهروله

    أيتها العشيقةُ المتغضّنة

    ذات الجسد المغطَّى بالسعال والجواهر

    أنتِ لي

    هذا الحنينُ لك يا حقوده !

    . .

    قبل الرحيل بلحظات

    ضاجعتُ امرأة وكتبتُ قصيده

    عن الليل والخريف والأمم المقهوره

    وتحت شمس الظهيرة الصفراء

    كنت أسندُ رأسي على ضلْفاتِ النوافذ

    وأترك الدمعه

    تبرق كالصباح كامرأة عاريه

    فأنا على علاقة قديمة بالحزن والعبوديه

    وقربَ الغيوم الصامتة البعيده

    كانت تلوح لي مئاتُ الصدور العارية القذره

    تندفع في نهر من الشوك

    وسحابةٌ من العيون الزرقِ الحزينه

    تحدقُ بي

    بالتاريخ الرابضِ على شفتيّ .

    . .

    يا نظراتِ الحزن الطويله

    يا بقع الدم الصغيرة أفيقي

    إنني أراكِ هنا

    على البيارقِ المنكَّسه

    وفي ثنياتِ الثياب الحريريه

    وأنا أسير كالرعد الأشقرِ في الزحام

    تحت سمائك الصافيه

    أمضي باكياً يا وطني

    أين السفنُ المعبأةُ بالتبغ والسيوف

    والجاريةُ التي فتحتْ مملكةً بعينيها النجلاوين

    كامرأتين دافئتين

    كليلة طويلةٍ على صدر أنثى أنت يا وطني

    إنني هنا شبحٌ غريبٌ مجهول

    تحت أظافري العطريه

    يقبعُ مجدك الطاعن في السن

    في عيون الأطفال

    تسري دقاتُ قلبك الخائر

    لن تلتقي عيوننا بعد الآن

    لقد أنشدتُكَ ما فيه الكفايه

    سأطل عليك كالقرنفلةِ الحمراء البعيده

    كالسحابةِ التي لا وطن لها .

    . .

    وداعاً أيتها الصفحات أيها الليل

    أيتها الشبابيكُ الارجوانيه

    انصبوا مشنقتي عاليةً عند الغروب

    عندما يكون قلبي هادئاً كالحمامه ..

    جميلاً كوردةٍ زرقاء على رابيه ،

    أودُّ أن أموتَ ملطخاً

    وعيناي مليئتان بالدموع

    لترتفعَ إلى الأعناق ولو مرة في العمر

    فانني مليء بالحروفِ ، والعناوين الداميه

    في طفولتي ،

    كنت أحلم بجلبابٍ مخططٍ بالذهب

    وجواد ينهب في الكرومَ والتلال الحجريه

    أما الآن

    وأنا أتسكَّعُ تحت نورِ المصابيح

    انتقل كالعواهرِ من شارعٍ إلى شارع

    اشتهي جريمةً واسعه

    وسفينةً بيضاء ، تقلّني بين نهديها المالحين ،

    إلى بلادٍِ بعيده ،

    حيث في كلِّ خطوةٍ حانةٌ وشجرةٌ خضراء ،

    وفتاةٌ خلاسيه ،

    تسهرُ وحيدةً مع نهدها العطشان
    عازف الحرف
    عازف الحرف
    عاشق نشيط
    عاشق نشيط


    عدد المساهمات : 111
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 07/08/2009

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط Empty رد: نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف عازف الحرف الإثنين أغسطس 10, 2009 9:38 am

    جنازة النسر



    أظنُّها من الوطن

    هذه السحابةُ المقبلةُ كعينين مسيحيتين ،

    أظنُّها من دمشق

    هذه الطفلةُ المقرونةُ الحواجب

    هذه العيونُ الأكثر صفاءً

    من نيرانٍ زرقاءَ بين السفن .

    أيها الحزن .. يا سيفيَ الطويل المجعَّد

    الرصيفُ الحاملُ طفله الأشقر

    يسأل عن وردةٍ أو أسير ،

    عن سفينةٍ وغيمة من الوطن ...

    والكلمات الحرّة تكتسحني كالطاعون

    لا امرأةَ لي ولا عقيده

    لا مقهى ولا شتاء

    ضمني بقوة يا لبنان

    أحبُّكَ أكثر من التبغِ والحدائق

    أكثر من جنديٍّ عاري الفخذين

    يشعلُ لفافته بين الأنقاض

    ان ملايين السنين الدمويه

    تقف ذليلةً أمام الحانات

    كجيوشٍ حزينةٍ تجلس القرفصاء

    ثمانية شهور

    وأنا ألمسُ تجاعيد الأرضِ والليل

    أسمع رنينَ المركبة الذليله

    والثلجَ يتراكمُ على معطفي وحواجبي

    فالترابُ حزين ، والألمُ يومضُ كالنسر

    لا نجومَ فوق التلال

    التثاؤب هو مركبتي المطهمةُ ، وترسي الصغيره

    والأحلام ، كنيستي وشارعي

    بها استلقي على الملكاتِ والجواري

    وأسيرُ حزيناً في أواخر الليل
    عازف الحرف
    عازف الحرف
    عاشق نشيط
    عاشق نشيط


    عدد المساهمات : 111
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 07/08/2009

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط Empty رد: نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف عازف الحرف الإثنين أغسطس 10, 2009 9:39 am

    أغنية لباب توما ..



    حلوه عيونُ النساءِ في باب توما

    حلوه حلوه

    وهي ترنو حزينةً إلى الليل والخبز والسكارى

    وجميلةٌ تلك الأكتافُ الغجريةُ على الاسّره ..

    لتمنحني البكاء والشهوة يا أمي

    ليتني حصاةٌ ملونةٌ على الرصيف

    أو أغنيةٌ طويلةٌ في الزقاق

    هناك في تجويفٍ من الوحلِ الأملس

    يذكرني بالجوع والشفاه المشرده ،

    حيث الأطفالُ الصغار

    يتدفقون كالملاريا

    أمام الله والشوارع الدامسه

    ليتني وردةٌ جوريةٌ في حديقة ما

    يقطفني شاعرٌ كئيب في أواخر النهار

    أو حانةٌ من الخشب الأحمر

    يرتادها المطرُ والغرباء

    ومن شبابيكي الملطَّخة بالخمر والذباب

    تخرج الضوضاءُ الكسوله

    إلى زقاقنا الذي ينتجُ الكآبةَ والعيون الخضر

    حيث الأقدامُ الهزيله

    ترتعُ دونما غاية في الظلام ...

    أشتهي أن أكون صفصافةً خضراء قرب الكنيسه

    أو صليباً من الذهب على صدر عذراء ،

    تقلي السمك لحبيبها العائد من المقهى

    وفي عينيها الجميلتين

    ترفرفُ حمامتان من بنفسج

    أشتهي أن أقبِّل طفلاً صغيراً في باب توما

    ومن شفتيه الورديتين ،

    تنبعثُ رائحةُ الثدي الذي أرضَعَه ،

    فأنا ما زلتُ وحيداً وقاسياً

    أنا غريبٌ يا أمي .

    عازف الحرف
    عازف الحرف
    عاشق نشيط
    عاشق نشيط


    عدد المساهمات : 111
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 07/08/2009

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط Empty رد: نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف عازف الحرف الإثنين أغسطس 10, 2009 9:40 am

    "في المبغى"



    من قديم الزمان ،

    وأنا أرضعُ التبغَ والعار

    أحبُّ الخمرَ والشتائم

    والشفاه التي تقبّلْ ماري

    ماري التي كانت اسمها أمي

    حارّة كالجرب

    سمراء كيومٍ طويل غائم

    أحبُّها ، أكره لحمها المشبعَ بالهمجية والعطر ،

    أربضُ عند عتبتها كالغلام

    وفي صدري رغبةٌ مزمنه

    تشتهي ماري كجثة زرقاء

    تختلج بالحلي والذكريات .

    من قديم الزمان .. أنا من الشرق ..

    من تلك السهول المغطاةِ بالشمسِ والمقابر

    أحب التسكعَ والثيابَ الجميله

    ويدي تتلمس عنقَ المرأة البارده

    وبين أهدابها العمياء

    ألمح دموعاً قديمةً تذكرني بالمطر

    والعصافير الميتة في الربيع

    كنت أرى قارةً من الصخر

    تشهقُ بالألم والحرير

    والأذرعِ الهائجة في الشوارع .

    فأنتم يا ذوي الأحذية اللامعه

    والسلاميات المحشوةِ بالإثم والخواتم

    ماذا تعرفون عن ماري الصغيرةِ الحلوه

    ذات الوجه الضاحك كقمرٍ من الياسمين

    ماذا تعرفون عن لحمها الذي يتجشَّأُ العطر والأصابع

    حيث الشفاهُ المقروءةُ الخائفه

    تنهمر عليها كالجراد

    وهي ترنو إلى الطرقات الحالكه

    بعد منتصف الليل

    والنوافذ المفروشة بالزجاج والدم

    قابعة كالحثالة في أحشاء الشرق

    تأكلُ وتنام

    وتموت قبلةً إثر قبله

    تحلم بملاءةٍ سوداء

    ونزهةٍ في شارع طويل

    ممتلئٍ بالضجَّة والدفاتر والأطفال

    وثغرُها الطافحُ بالسأم

    يكدح طيلة الليل لتأكل ماري

    الأفران مطفأةٌ في آسيا

    والطيورُ الجميلة البيضاء

    ترحل دونما عودة في البراري القاحله .
    عازف الحرف
    عازف الحرف
    عاشق نشيط
    عاشق نشيط


    عدد المساهمات : 111
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 07/08/2009

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط Empty رد: نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف عازف الحرف الإثنين أغسطس 10, 2009 9:41 am

    المسافر



    بلا أمل ..

    وبقلبي الذي يخفقُ كوردةٍ حمراءَ صغيره

    سأودِّع أشيائي الحزينةَ في ليلةٍ ما ..

    بقع الحبر

    وآثار الخمرة الباردة على المشمّع اللزج

    وصمت الشهور الطويله

    والناموس الذي يمصُّ دمي

    هي أشيائي الحزينه

    سأرحلُ عنها بعيداً .. بعيداً

    وراء المدينة الغارقةِ في مجاري السلّ والدخان

    بعيداً عن المرأة العاهره

    التي تغسل ثيابي بماء النهر

    وآلاف العيون في الظلمه

    تحدق في ساقيها الهزيلين ،

    وسعالها البارد ، يأتي ذليلاً يائساً

    عبر النافذةِ المحطَّمه

    والزقاقُ المتلوي كحبلٍ من جثث العبيد

    سأرحلُ عنهم جميعاً بلا رأفه

    وفي أعماقي أحمل لك ثورةً طاغيةً يا أبي

    فيها شعبٌ يناضل بالتراب ، والحجارة والظمأ

    وعدة مرايا كئيبه

    تعكس ليلاً طويلاً ، وشفاهاً قارسةً عمياء

    تأكل الحصى والتبن والموت

    منذ مدة طويلة لم أرَ نجمةً تضيء

    ولا يمامةً تصدحُ شقراء في الوادي

    لم أعدْ أشربُ الشاي قرب المعصره

    وعصافيرُ الجبال العذراء ،

    ترنو إلى حبيبتي ليلى

    وتشتهي ثغرها العميقَ كالبحر

    لم أعد أجلس القرفصاء في الأزقه

    حيث التسكع

    والغرامُ اليائس أمام العتبات .

    فأرسل لي قرميدةً حمراء من سطوحنا

    وخصلةَ شعرٍ من أمي

    التي تطبخ لك الحساء في ضوء القمر

    حيث الصهيلُ الحزين

    وأعراسُ الفجر في ليالي الحصاد

    بعْ أقراط أختي الصغيره

    وأرسل لي نقوداً يا أبي

    لأشتري محبره

    وفتاه ألهث في حضنها كالطفل

    لأحدثك عن الهجير والتثاؤب وأفخاذ النساء

    عن المياهِ الراكدةِ كالبول وراء الجدران

    والنهود التي يؤكل شهدُها في الظلام

    فأنا أسهرُ كثيراً يا أبي

    أنا لا أنام ..

    حياتي ، سوادٌ وعبوديةٌ وانتظار .

    فأعطني طفولتي ..

    وضحكاتي القديمة على شجرةِ الكرز

    وصندلي المعلَّقَ في عريشة العنب ،

    لأعطيك دموعي وحبيبتي وأشعاري

    لأسافرَ يا أبي
    عازف الحرف
    عازف الحرف
    عاشق نشيط
    عاشق نشيط


    عدد المساهمات : 111
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 07/08/2009

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط Empty رد: نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف عازف الحرف الإثنين أغسطس 10, 2009 9:43 am

    الشتاء الضائع



    بيتنا الذي كان يقطنُ على صفحةِ النهر

    ومن سقفه الأصيل والزنبقُ الأحمر

    هجرتُه يا ليلى

    وتركتُ طفولتي القصيره

    تذبلُ في الطرقات الخاويه

    كسحابةٍ من الوردِ والغبار

    غداً يتساقط الشتاء في قلبي

    وتقفز المتنزهاتُ من الأسمالِ والضفائر الذهبيه

    وأجهشُ ببكاءٍ حزين على وسادتي

    وأنا أرقبُ البهجة الحبيبه

    تغادرُ أشعاري إلى الأبد

    والضبابُ المتعفّنُ على شاطئ البحر

    يتمدَّدُ في عيني كسيلٍ من الأظافرِ الرماديه

    حيثُ الرياحُ الآسنه

    تزأرُ أمام المقاهي

    والأذرعُ الطويلةُ ، تلوحُ خاويةً على الجانبين

    يطيبُ لي كثيراً يا حبيبة ، أن أجذبَ ثديك بعنف

    أن أفقد كآبتي أمام ثغرك العسلي

    فأنا جارحٌ يا ليلى

    منذ بدءِ الخليقةِ وأنا عاطلٌ عن العمل

    أدخِنُ كثيراً

    وأشتهي أقربَ النساء إليّ

    ولكم طردوني من حاراتٍ كثيره

    أنا وأشعاري وقمصاني الفاقعة اللون

    غداً يحنُّ إليّ الأقحوان

    والمطرُ المتراكمُ بين الصخور

    والصنوبرةُ التي في دارنا

    ستفتقدني الغرفات المسنّه

    وهي تئنُّ في الصباح الباكر

    حيث القطعان الذاهبةُ إلى المروج والتلال

    تحنُّ إلى عينيّ الزرقاوين

    فأنا رجلٌ طويلُ القامه

    وفي خطواتي المفعمةِ بالبؤس والشاعريه

    تكمن أجيالٌ ساقطةٌ بلهاء

    مكتنزةٌ بالنعاسِ والخيبة والتوتر

    فأعطوني كفايتي من النبيذ والفوضى

    وحرية التلصلصِ من شقوق الأبواب

    وبنيّةً جميله

    تقدم لي الورد والقهوة عند الصباح

    لأركضَ كالبنفسجة الصغيرةِ بين السطور

    لأطلقَ نداءاتِ العبيد

    من حناجر الفولاذ
    عازف الحرف
    عازف الحرف
    عاشق نشيط
    عاشق نشيط


    عدد المساهمات : 111
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 07/08/2009

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط Empty رد: نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف عازف الحرف الإثنين أغسطس 10, 2009 9:44 am

    رجل على الرصيف



    نُصفُهُ نجوم

    ونصفه الآخرُ بقايا وأشجارٌ عاريه

    ذلك الشاعرُ المنكفيءُ على نفسه كخيطٍ من الوحل

    وراء كل نافذه

    شاعرٌ يبكي ، وفتاةٌ ترتعش ،

    قلبي يا حبيبةٌ ، فراشةٌ ذهبيه ،

    تحوِّم كئيبة أمام نهديك الصغيرين .

    . . .

    كنتِ يتيمةً وذات جسدٍ فوَّار

    ولأهدابك الصافيةِ ، رائحةُ البنفسجِ البرّي

    عندما أرنو إلى عينيك الجميلتين ،

    أحلم بالغروب بين الجبال ،

    والزوارقِ الراحلةِ عند المساء ،

    أشعرُ أن كل كلمات العالم ، طوعَ بناني .

    . . .

    فهنا على الكراسي العتيقه

    ذاتِ الصرير الجريح ،

    حيث يلتقي المطر والحب ، والعيون العسليه

    كان فمك الصغير ،

    يضطرب على شفتي كقطراتِ العطر

    فترتسمُ الدموعُ في عيني

    وأشعر بأنني أتصاعد كرائحة الغابات الوحشيه

    كهدير الأقدام الحافيةِ في يوم قائظ .

    . . .

    لقد كنتِ لي وطناً وحانه

    وحزناً طفيفاً ، يرافقني منذ الطفوله

    يومَ كان شعرك الغجري

    يهيمُ في غرفتي كسحابه ..

    كالصباح الذاهب إلى الحقول .

    فاذهبي بعيداً يا حلقاتِ الدخان

    واخفقْ يا قلبي الجريح بكثره ..

    ففي حنجرتي اليوم بلبلٌ أحمرُ يودُّ الغناء

    أيها الشارع الذي أعرفه ثدياً ثدياً ، وغيمة غيمه

    يا أشجار الأكاسيا البيضاء

    ليتني مطرٌ ذهبي

    يتساقط على كل رصيفٍ وقبضةِ سوط

    أو نسيمٌ مقبلٌ من غابة بعيده

    لألملم عطر حبيبتي المضطجعة على سريرها

    كطير استوائي حنون

    ليتني أستطيع التجول

    في حارات أكثرَ قذارة وضجه

    أن أرتعشَ وحيداً فوق الغيوم .

    . . .

    لقد كانت الشمس

    أكثر استدارةً ونعومة في الأيام الخوالي

    والسماء الزرقاء

    تتسلل من النوافذ والكوى العتيقه

    كشرانقَ من الحرير

    يوم كنا نأكل ونضاجعُ ونموتُ بحرية تحت النجوم

    يوم كان تاريخنا

    دماً وقاراتٍ مفروشه بالجثث والمصاحف .
    عازف الحرف
    عازف الحرف
    عاشق نشيط
    عاشق نشيط


    عدد المساهمات : 111
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 07/08/2009

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط Empty رد: نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف عازف الحرف الإثنين أغسطس 10, 2009 9:46 am

    تبغ وشوراع



    شعركِ الذي كان ينبضُ على وسادتي

    كشلالٍ من العصافير

    يلهو على وساداتٍ غريبه

    يخونني يا ليلى

    فلن أشتري له الأمشاط المذهبّه بعد الآن

    سامحيني أنا فقيرٌ يا جميله

    حياتي حبرٌ ومغلفاتٌ وليل بلا نجوم

    شبابي باردٌ كالوحل

    عتيقٌ كالطفوله

    طفولتي يا ليلى .. ألا تذكرينها

    كنت مهرجاً ..

    أبيع البطالة والتثاؤبَ أمام الدكاكين

    ألعبُ الدّحل

    وآكل الخبز في الطريق

    وكان أبي ، لا يحبني كثيراً ، يضربني على قفاي كالجارية

    ويشتمني في السوق

    وبين المنازل المتسلخةِ كأيدي الفقراء

    ككل طفولتي

    ضائعاً .. ضائعاً

    أشتهي منضدةً وسفينة .. لأستريح

    لأبعثر قلبي طعاماً على الورق

    . . .

    في البساتين الموحله .. كنت أنظمُ الشعر يا ليلى

    وبعد الغروب

    أهجر بيتي في عيون الصنوبر

    يموت .. يشهق بالحبر

    وأجلسُ وحيداً مع الليل والسعال الخافت داخل الأكواخ

    مع سحابة من النرجس البرّي

    تنفض دموعها في سلال العشبِ المتهادية

    على النهر

    هدية لباعة الكستناء

    والعاطلين عن العمل على جسر فكتوريا .

    . . .

    هذا الجسرُ لم أره من شهورٍ يا ليلى

    ولا أنت تنتظرينني كوردةٍ في الهجير

    سامحيني .. أنا فقيرٌ وظمآن

    أنا إنسانُ تبغٍ وشوارع وأسمال .

    عازف الحرف
    عازف الحرف
    عاشق نشيط
    عاشق نشيط


    عدد المساهمات : 111
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 07/08/2009

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط Empty رد: نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف عازف الحرف الإثنين أغسطس 10, 2009 9:48 am

    [جفاف النهر



    صاخبٌ أنا أيها الرجلُ الحريري

    أسير بلا نجومٍ ولا زوارق

    وحيد وذو عينين بليدتين

    ولكنني حزين لأن قصائدي غدت متشابهة

    وذات لحن جريح لا يتبدَّل

    أريد أن أرفرفَ ، أن أتسامى

    كأميرٍ أشقر الحاجبين

    يطأ الحقول والبشريه ..

    . . .

    وطني .. أيها الجرسُ المعلَّقُ في فمي

    أيها البدويُّ المُشْعثُ الشعر

    هذا الفمُ الذي يصنع الشعر واللذه

    يجب أن يأكلَ يا وطني

    هذه الأصابعُ النحيلة البيضاء

    يجب أن ترتعش

    أن تنسج حبالاً من الخبز والمطر .

    . . .

    لا نجومَ أمامي

    الكلمةُ الحمراء الشريدة هي مخدعي وحقولي .

    كنتُ أودُّ أن أكتب شيئاً

    عن الاستعمارِ والتسكع

    عن بلادي التي تسير كالريح نحو الوراء

    ومن عيونها الزرق

    تتساقط الذكرياتُ والثيابُ المهلهه

    ولكنني لا أستطيع

    قلبي باردٌ كنسمةٍ شماليه أمام المقهى

    إن شبحَ تولستوي القميء ،

    ينتصبُ أمامي كأنشوطةٍ مدلاة

    ذلك العجوز المطوي كورقةِ النقد

    في أعماق الروسيا .

    لا أستطيع الكتابةَ ، ودمشقُ الشهيه

    تضطجعُ في دفتري كفخذين عاريين .

    . . .

    يا صحراءَ الأغنية التي تجمع لهيب المدن

    ونواحَ البواخر

    لقد أقبلَ والليلُ طويلاً كسفينة من الحبر

    وأنا أرتطمُ في قاع المدينه

    كأنني من وطنٍ آخر

    وفي غرفتي الممتلئة بصور الممثلين وأعقابِ السجائر

    أحلمُ بالبطولة ، والدم ، وهتاف الجماهير

    وأبكي بحرارة كما لم تبكِ امرأة من قبل

    فاهبطْ يا قلبي

    على سطح سفينةٍ تتأهب للرحيل

    إن يدي تتلمس قبضة الخنجر

    وعيناي تحلقان كطائرٍ جميلٍ فوق البحر
    عازف الحرف
    عازف الحرف
    عاشق نشيط
    عاشق نشيط


    عدد المساهمات : 111
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 07/08/2009

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط Empty رد: نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف عازف الحرف الإثنين أغسطس 10, 2009 9:56 am

    [size=21]الغرباء


    قبورنا معتمةٌ على الرابيه

    والليل يتساقطُ في الوادي

    يسيرُ بين الثلوج والخنادق

    وأبي يعود قتيلاً على جواده الذهبي

    ومن صدره الهزيل

    ينتفض سعالُ الغابات

    وحفيفُ العجلات المحطّمه

    والأنين التائهُ بين الصخور

    ينشدُ أغنيةً جديدةً للرجل الضائع

    للأطفال الشقر والقطيع الميت على الضفة الحجريه .

    . . .

    أيتها الجبالُ المكسوةُ بالثلوج والحجاره

    أيها النهرُ الذي يرافق أبي في غربته

    دعوني انطفىء كشمعةٍ أمام الريح

    أتألّم كالماء حول السفينه

    فالألم يبسط جناحه الخائن

    والموتُ المعلقُ في خاصرة الجواد

    يلج صدري كنظرةِ الفتاة المراهقه

    كأنين الهواءِ القارس .
    [/size]
    عازف الحرف
    عازف الحرف
    عاشق نشيط
    عاشق نشيط


    عدد المساهمات : 111
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 07/08/2009

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط Empty رد: نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف عازف الحرف الإثنين أغسطس 10, 2009 9:57 am

    الخطوات الذهبية



    قابلةٌ للموتِ تلك الجباه السكَريه

    قابلة لأن تنشد وتبتسم

    تلك الشفاه الأكثر ليونه من العنبِ الخمري .

    من رغوة النبيذ المتأججِ على خاصرة عذراء

    قصتُها تبدأ الليله

    أو صباحَ غد

    حيث الغيومُ الشتائيةُ الحزينه

    تحمل لي رائحة أهلي وسريري

    والسهرات المضيئه بين أشجار الصنوبر .

    . . .

    آه كم أود أن أكون عبداً حقيقياً

    بلا حبٍّ ولا وطن

    لي ضفيرةٌ في مؤخرة الرأس

    وأقراطٌ لامعةٌ في أذنيّ

    أعدو وراءَ القوافل

    وأسرج الجياد في الليالي الممطره

    وعلى جلدي الأسود العاري

    يقطرُ دهنُ الاوز الأحمر

    وتنثني ركب الجواري الصغيرات

    إنني أسمعُ نواحَ أشجارٍ بعيده

    أرى جيوشا صفراء

    تجري فوق ضلوعي .

    . . .

    يقولون ، إن شعركَ ذهبيٌّ ولامعٌ أيها الحزن

    وكتفيك قويان ، كالأرصفه المستديره

    لفّني يا حبيبي

    لفني أيها الفارسُ الوثني الهزيل

    إنني أكثر حركه

    من زهرة الخوخ العاليه

    من زورقين أخضرين في عيني طفله .

    أمام المرآة أقفُ حافياً وخجولاً

    أتأملُ وجهي وأصابعي

    كنسرٍ رمادي تَعِس

    أحلم بأهلي واخوتي

    بلون عيونهم وثيابهم وجواربهم .

    . . .

    من رأى ياسمينةً فارعةً خلف أقدامي ؟

    من رأى شريطةً حمراء بين دفاتري ؟

    إنني هنا فناءٌ عميق

    وذراعٌ حديديةٌ خضراء

    تخبطُ أمام الدكانين

    والساحات الممتلئة بالنحيب واللذّه

    إنني أكثر من نجمةٍ صغيرة في الأفق

    أسير بقدمين جريحتين

    والفرحُ ينبضُ في مفاصلي

    إنني أسيرُ على قلب أُمّه
    عازف الحرف
    عازف الحرف
    عاشق نشيط
    عاشق نشيط


    عدد المساهمات : 111
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 07/08/2009

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط Empty رد: نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف عازف الحرف الإثنين أغسطس 10, 2009 9:58 am

    الخطوات الذهبية



    قابلةٌ للموتِ تلك الجباه السكَريه

    قابلة لأن تنشد وتبتسم

    تلك الشفاه الأكثر ليونه من العنبِ الخمري .

    من رغوة النبيذ المتأججِ على خاصرة عذراء

    قصتُها تبدأ الليله

    أو صباحَ غد

    حيث الغيومُ الشتائيةُ الحزينه

    تحمل لي رائحة أهلي وسريري

    والسهرات المضيئه بين أشجار الصنوبر .

    . . .

    آه كم أود أن أكون عبداً حقيقياً

    بلا حبٍّ ولا وطن

    لي ضفيرةٌ في مؤخرة الرأس

    وأقراطٌ لامعةٌ في أذنيّ

    أعدو وراءَ القوافل

    وأسرج الجياد في الليالي الممطره

    وعلى جلدي الأسود العاري

    يقطرُ دهنُ الاوز الأحمر

    وتنثني ركب الجواري الصغيرات

    إنني أسمعُ نواحَ أشجارٍ بعيده

    أرى جيوشا صفراء

    تجري فوق ضلوعي .

    . . .

    يقولون ، إن شعركَ ذهبيٌّ ولامعٌ أيها الحزن

    وكتفيك قويان ، كالأرصفه المستديره

    لفّني يا حبيبي

    لفني أيها الفارسُ الوثني الهزيل

    إنني أكثر حركه

    من زهرة الخوخ العاليه

    من زورقين أخضرين في عيني طفله .

    أمام المرآة أقفُ حافياً وخجولاً

    أتأملُ وجهي وأصابعي

    كنسرٍ رمادي تَعِس

    أحلم بأهلي واخوتي

    بلون عيونهم وثيابهم وجواربهم .

    . . .

    من رأى ياسمينةً فارعةً خلف أقدامي ؟

    من رأى شريطةً حمراء بين دفاتري ؟

    إنني هنا فناءٌ عميق

    وذراعٌ حديديةٌ خضراء

    تخبطُ أمام الدكانين

    والساحات الممتلئة بالنحيب واللذّه

    إنني أكثر من نجمةٍ صغيرة في الأفق

    أسير بقدمين جريحتين

    والفرحُ ينبضُ في مفاصلي

    إنني أسيرُ على قلب أُمّه
    عازف الحرف
    عازف الحرف
    عاشق نشيط
    عاشق نشيط


    عدد المساهمات : 111
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 07/08/2009

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط Empty رد: نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف عازف الحرف الإثنين أغسطس 10, 2009 10:00 am

    جناح الكآبة



    مخذولٌ أنا لا أهل ولا حبيبه

    أتسكعُ كالضباب المتلاشي

    كمدينةٍ تحترقُ في الليل

    والحنين يلسع منكبيّ الهزيلين

    كالرياح الجميله ، والغبار الأعمى

    فالطريقُ طويله

    والغابةُ تبتعدُ كالرمح .

    . . .

    مدّي ذراعيك يا أمي

    أيتها العجوزُ البعيدةُ ذات القميص الرمادي

    دعيني ألمس حزامك المصدَّف

    وأنشج بين الثديين العجوزين

    لألمس طفولتي وكآبتي .

    الدمعُ يتساقط

    وفؤادي يختنق كأجراسٍ من الدم .

    فالطفولة تتبعني كالشبح

    كالساقطة المحلولة الغدائر
    عازف الحرف
    عازف الحرف
    عاشق نشيط
    عاشق نشيط


    عدد المساهمات : 111
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 07/08/2009

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط Empty رد: نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف عازف الحرف الإثنين أغسطس 10, 2009 10:02 am

    الرجل الميت



    أيتها الجسورُ المحطّمة في قلبي

    أيتها الوحولُ الصافيةُ كعيون الأطفال

    كنا ثلاثه

    نخترق المدينةَ كالسرطان

    نجلسُ بين الحقول ، ونسعلُ أمام البواخر

    لا وطنَ لنا ولا سياط

    نبحثُ عن جريمةٍ وامرأة تحت نور النجوم

    وأقدامُنا تخبُّ في الرمال

    تفتحُ مجاريرَ من الدم

    نحن الشبيبة الساقطه

    والرماح المكسورة خارج الوطن

    من يعطينا شعبا أبكماً نضربه على قفاه كالبهائم ؟

    لنسمعَ تمزُّق القمصان الجميله

    وسقسقةَ الهشيم فوق البحر

    لنسمعَ هذا الدويّ الهائل

    لستةِ أقدام جريحة على الرصيف

    حيث مئةُ عام تربضُ على شواربنا المدمَّاة

    مئة عام والمطر الحزين يحشرجُ بين أقدامنا .

    . . .

    بلا سيوفٍ ولا أمهات

    وقفنا تحت نور الكهرباء

    نتثاءبُ ونبكي

    ونقذف لفائفنا الطويلةَ باتجاه النجوم

    نتحدثُ عن الحزن والشهوه

    وخطواتِ الأسرى في عنقِ فيروز

    وغيوم الوطن الجاحظه

    تلتفتُ إلينا من الأعالي وتمضي ..

    يا ربّ

    أيها القمرُ المنهوك القوى

    أيها الإلهُ المسافرُ كنهدٍ قديم

    يقولون أنك في كل مكان

    على عتبة المبغى ، وفي صراخِ الخيول

    بين الأنهار الجميله

    وتحت ورقِ الصفصاف الحزين

    كن معنا في هذه العيون المهشمه

    والأصابع الجرباء

    أعطنا امرأه شهيه في ضوء القمر

    لنبكي

    لنسمعَ رحيل الأظافر وأنين الجبال

    لنسمعَ صليل البنادق من ثدي امرأة .

    ما من أمةٍ في التاريخ

    لها هذه العجيزةُ الضاحكه

    والعيونُ المليئةُ بالأجراس .

    . . .

    لعشرين ساقطة سمراء ، نحملُ القمصان واللفائف

    نطلّ من فرجات الأبواب

    ونرسل عيوننا الدامعة نحو موائد القتلى

    لعشرين غرفة مضاءةٍ بين التلال

    نتكىءُ على المدافع

    ونضع ذقوننا اللامعة فوق الغيوم .

    ابتسمْ أيها الرجلُ الميت

    أيها الغرابُ الأخضرُ العينين

    بلادُك الجميلةُ ترحل

    مجدك الكاذبُ ينطفئُ كنيران التبن

    فتح ساقيك الجميلتي .. لنمضي ..

    لنسرع إلى قبورنا وأطفالنا

    المجدُ كلماتٌ من الوحل

    والخبزُ طفلةٌ عاريةٌ بين الرياح .

    . . .

    يا قلبي الجريح الخائن

    أنا مزمارُ الشتاء البارد

    ووردةُ العار الكبيره

    تحت ورق السنديان الحزين

    وقفتُ أدخن في الظلام

    وفي أظافري تبكي نواقيس الغبار

    كنت أتدفقُ وأتلوى

    كحبلٍ من الثريات المضيئة الجائعه

    وأنا أسير وحيداً باتجاه البحر

    ذلك الطفل الأزرق الجبان

    مستعداً لارتكاب جريمة قتل

    كي أرى أهلي جميعاً وأتحسسهم بيدي

    أن أتسكعَ ليلةً واحده

    في شوارعِ دمشق الحبيبه .

    . . .

    يا قلبي الجريح الخائن

    في أظافري تبكي نواقيسُ الغبار .

    هنا أريد أن أضعَ بندقيتي وحذائي

    هنا أريد أن أحرقَ هشيم الحبر والضحكات

    أوربا القانية تنزفُ دماً على سريري

    تهرولُ في أحشائي كنسرٍ من الصقيع

    لن نرى شوارع الوطن بعد اليوم

    البواخرُ التي أحبها تبصقُ دماً وحضارات

    البواخر التي أحبها تجذبُ سلاسلها وتمضي

    كلبوةٍ تجلد في ضوء القمر

    يا قلبي الجريح الخائن

    ليس لنا إلا الخبز والأشعار والليل

    وأنت يا آسيا الجريحه

    أيتها الوردةُ اليابسةُ في قلبي

    الخبز وحده يكفي

    القمح الذهبيُّ التائهُ يملأُ ثدييك رصاصاً وخمرا
    عازف الحرف
    عازف الحرف
    عاشق نشيط
    عاشق نشيط


    عدد المساهمات : 111
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 07/08/2009

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط Empty رد: نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف عازف الحرف الإثنين أغسطس 10, 2009 10:06 am

    وداع الموج

    في المرافئ المزدحمة ، يلهثُ الموج

    في قعر السفينة يتوهجُ الخمر

    وتُضاء النوافذ ،

    والزبد الحريري يرنو إلى الأقدام المتعبه

    ويتناثر على الحقائب الجميله

    هنا بيتي ، وهناك سروتي وطفلي .

    ابتعدي أيتها السفنُ الهرمه ،

    يا قبوراً من الأجاص والبغايا

    عودي إلى الصحراء المموجه

    والقصور التي تفتح شبابيكها للسياط

    . . .

    إنني أتقدم في ضجة الميناء

    أبحث عن محرمة زرقاء وامرأةٍ مهجورة

    أرسل نحيبي الصامت

    نحو الشارع القديم ، والحديقة المتشابكه

    يدي تلوح للنهدين المتألقين تحت الأشجار

    للأشعار الميتة في فمي .

    . . .

    سأبكي بحرارة

    يا بيتي الجميل البارد

    سأرنو إلى السقف والبحيرة والسرير

    وأتلمس الخزانة والمرآة

    والثياب البارده

    سأرتجفُ وحيداً عند الغروب

    والموتُ يحملني في عيونه الصافيه

    ويقذفني كاللفافة فوق البحر
    عازف الحرف
    عازف الحرف
    عاشق نشيط
    عاشق نشيط


    عدد المساهمات : 111
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 07/08/2009

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط Empty رد: نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف عازف الحرف الإثنين أغسطس 10, 2009 10:07 am

    سرير تحت المطر



    الحبُّ خطواتٌ حزينةٌ في القلب

    والضجرُ خريفٌ بين النهدين

    أيتها الطفلة التي تقرع أجراس الحبر في قلبي

    من نافذة المقهى ألمح عينيك الجميلتين

    من خلال النسيم البارد

    أتحسَّسُ قبلاتكِ الأكثر صعوبةً من الصخر .

    ظالمٌ أنت يا حبيبي

    وعيناك سريران تحت المطر

    ترفق بي أيها الالهُ الكستنائي الشعر

    ضعني أغنيةً في قلبك

    ونسراً حول نهديك

    دعني أرى حبك الصغير

    يصدحُ في الفراش

    أنا الشريدُ ذو الأصابع المحرقه

    والعيونُ الأكثر بلادة من المستنقع

    لا تلمني إذا رأيتني صامتاً وحزيناً

    فإنني أهواك أيها الصنمُ الصغير

    أهوى شعرك ، وثيابك ، ورائحة زنديك الذهبيتين .

    . . .

    كن غاضباً أو سعيداً يا حبيبي

    كن شهياً أو فاتراً ، فإنني أهواك .

    يا صنوبرةً حزينة في دمي

    من خلال عينيك السعيدتين

    أرى قريتي ، وخطواتي الكئيبة بين الحقول

    أرى سريري الفارغ

    وشعري الأشقر متهدلاً على المنضده

    كن شفوقاً بي أيها الملاك الوردي الصغير

    سأرحلُ بعد قليل ، وحيداً ضائعاً

    وخطواتي الكئيبه

    تلتفت نحو السماء وتبكي .

    عاشقة سوريا الأسد
    عاشقة سوريا الأسد
    إدارة المنتدى
    إدارة المنتدى


    عدد المساهمات : 132
    السٌّمعَة : 4
    تاريخ التسجيل : 15/05/2009

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط Empty رد: نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف عاشقة سوريا الأسد الإثنين أغسطس 10, 2009 10:09 am

    عمل جبار ومجهود كبير

    الله يعطيك العافية

    ويثلمو
    عازف الحرف
    عازف الحرف
    عاشق نشيط
    عاشق نشيط


    عدد المساهمات : 111
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 07/08/2009

    نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط Empty رد: نبذة حول الشاعر: محمد الماغوط

    مُساهمة من طرف عازف الحرف الإثنين أغسطس 10, 2009 4:06 pm

    مرثس كثير ليث التعب

    ياعيب الثوم عليكي

    بدنا خدمة تحرز ياحلو

    ثاكر مرورك الكريم

    دمتي في حفظ الرحمن ثالمه

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 9:33 am